يا أهل غزة :- ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين لا يمنعكم منها الا فاسق أو عدو

Apr 11, 2007

الصومال


الصومال ........ أرض بلا دولة و شعب بلا هوية

الشعب الوحيد فى العالم الذى دخل القرن الحادى و العشرون بلا نظام يحكمه و لا دولة ترعاه و تحافظ على كيانه ، شعب موزع بين قبائل لا تتعدى أصابع اليد الواحدة . ن

منذ عامين تقريبا تقابلت صدفة مع أحد الشباب الصومالي ، و تكررت الصدفة منذ أيام ، و هى أن تقابلت مع شاب آخر صومالى ، ووجدت أن حواراتى معهما حول الصومال لم تختلف نتيجتها بالرغم من أن أولهما دبلوماسيا فى الخارجية .ن

هؤلاء الشباب يتكلمون العربية و الأنجليزية ولغتهم المحلية ، وهذا غير متاح لأقرانهم من عامة الشعب الصومالى و الذين يعيشون فى الداخل و لم يسافروا للخارج ، و ذلك منذ استيلاء سياد برى على السلطة فى الصومال . ن

عندما استولى محمد سياد برى على السلطة فى 1969 ، عمل على اثارة النعرة القبلية بين القبائل ، حيث أن الصومال ماهو الا خمس سبع قبائل فقط ، و لأن سياد برى كان من قبيلة صغيرة و ضعيفة فاتبع سياسة فرق تسد ، وهذه السياسة بالفعل جعلت القبائل تتوجس خيفة بعضها البعض ، و هو ما يسود الساحة الصومالية حاليا ، وليس هذا فحسب فلقد عمل فى اللغة مثلما فعل منذ عقود طويلة كمال أتاتورك ، و ذلك بأن جعل الحروف تكتب بالحروف اللاتينية ، وذلك مما جعل الأجيال الجديدة و التى عاشت و كبرت فى عهده لا تعرف شيئا عن العربية سوى هؤلاء الذين يسافرون للعمل فى الدول العربية فيتعلمونها هناك فى دولة العمل ، أو هؤلاء الذين يحاولون التعلم و الألمام بعلوم الدين الأسلامى بالسفر الى مصر للأنتساب للأزهر أو الجامعات الأسلامية الأخرى فى العالم العربى . ن

و لذلك تلاحظون أنه لايتكلم العربية على الفضائيات الآن سوى هؤلاء الملمون بالعلوم الأسلامية أو الكبار فى العمر ممن تلقوا تعليمهم قبل مجىء سياد برى الى الحكم ،بالأضافة الى ذلك كان هناك أساتذة جامعات أجانب و عرب يعملون فى الجامعات الصومالية ، فأنهى عقودهم و غادروا البلاد و ترك الشعب الصومالى للتعلم الذاتى ، يعنى سياسة انغلاق تام فى كل مناحى الحياة ، بل و أكثر من ذلك فى عام 1988 قذفت الطائرات الصومالية منطقة \ بلاد بونت أو أرض الصومال وهى المنطقة الواقعة على خليج عدن قبالة اليمن ، ولذلك بعد الفوضى التى حصلت عقب ذهاب سياد برى أعلنت هذه المنطقة جمهورية أرض الصومال أو بلاد بونت ، يذكرنا ذلك بالتاريخ الفرعونى و التجارة مع بلاد بونت فى العاج و الأبنوس . ن

ثم بعد ذلك و عقب ذهاب سياد برى الى حيث سيذهب كل حكام العرب عمت الفوضى و كل قبيلة سيطرت على منطقتها و أصبح الأمر هناك أشبه بالجاهلية ، و أصبح الأنتقال من منطقة لأخرى و لو لعدة كيلو مترات يتطلب أن يدفع الفرد مقابلا لذلك ، و من الأغرب أن هناك جيلا كاملا الآن و الذى ولد مع تهاية أو بعد رحيل سياد برى - أقول هذا الجيل لا يعرف شيئا اسمه الدولة أو المدرسة أو حتى اشارة مرور - هذا اذاكانت هناك من قبل اشارة مرور - هذا الجيل الآن عمره قارب على العشرين أو جاوزها بقليل ، و فى خلال الخمس عشرة سنة الماضية حدثت مجازر بين بعض القبائل و خاصة فى مناطق الريف الصومالى ، حتى أن بعض المدن الصومالية لا تعلم عنها شيئا و لم يتكلم الأعلام العالمى عنها كما لم يتكلم عن ضرب بلاد بونت بالطائرات فى 1988 كما لم يتكلم الأعلام عن تحويل الحروف الى اللاتينية ،فقد كان سياد برى حليف للأمريكان .ن
,
و فى عهد سياد برى تعلم سويا فى الجامعة اثنان و كانا صديقين على غيدى - رئيس الوزراء الصومالى الحالى - و ميليس زيناوى رئيس الوزراء الأثيوبى الحالى و الذى كان فى عهد برى هارب فى الصومال من حكم منجستو هيلا ماريام و ذلك لعضويته فى الجبهة الثورية الحاكمة الآن فى اثيوبيا، و لذلك أثناء الفوضى خلال السنوات الماضية ذهب على غيدى الى صديقه زيناوى فى اثيوبيا و أوجد عملا له فى الخارجية الأثيوبية ، و بعد ذلك وقف خلفه عند تكوين الحكومة الحالية فى الصومال ليكون شيئا نافذا فيها بالرغم من أنه ليس له - على غيدى - نفوذ يذكر فى قبيلته ، ولذلك ترون التآمر بين الحكومة الأثيوبية و الصومالية و الأمريكية الآن ، و الأمر فى الصومال أسوأ من ذلك أيضا ، فالحكومة هناك لا تستطيع تعيين شخص ما الا بعد ارضاءات قبلية ، فمثلا الرئيس الحالى عين سفيرا له فى أمريكا لا يتقن الأنجليزية ، ولا يحمل أى شهادة جامعية ، والأمر كله ترضيات قبلية ليس غير ذلك ، و قبيلة الهوية التى تدير الآن قتالا فى الصومال ، يتفرع منها قبيلة أخرى أشد و أعنف و هى قبيلة هبرجدا و التى تسيطر على مناطق فى الجنوب تغرق فى الجهل بسبب عدم وجود تعليم يذكر هناك . ن

والصوماليون بينهم و الأثيوبيون عداء لم يفتح بعد و ذلك لأن الصومال كانت تحت الأحتلال الأيطالى - وأثيوبيا كانت تحت الأحتلال الأنجليزى ، فتواطأ المحتلان و اقتطعا جزءا من الصومال كان يسمى - الأقليم الغربى - و ضموه الى أثيوبيا و يسمى هناك الآن - المنطقة الخامسة -و فيه يعيش حوالى سبع ملايين صومالى - و لم ينسى الصوماليون ذلك الأقليم و ينتظرون الوقت ، ولذلك تجد أن منظمة الوحدة الأفريقية تعترف فقط بما تركه الأحتلال من حدود ، وذلك يفسر بوجودها فى أديس أبابا . ن

****************************************
اضافة لابد منها
-----------
بعد كتابة هذا المقال بعدة أيام تعثرت فى مدونة الأخ الصومالى \الأمبن و هى مدونة خرابيشى -- و قد وصلت اليها عن طريق مدونة جحا كم فشكرا له -- أقول عن طريق مدونة خرابيشى يمكنكم متابعة أحوال الصومال بطريقة أكثر تفصيلا ، واليكم الآن
****************************************
******************

4 comments:

Anonymous said...

شكرا جزيلا على المعلومات الرائعة عن دولة الصومال أو شبه دولة الصومال ..

النهر said...

esmail mohamed
--------------
شكرا لقراءة الموضوع و العبور على المدونة

Dr.khaled said...

جزاك الله خيرا يا استاذ على هذا المقال
ونسأل الله -تعالى- ان يدحر جنود الصليب الاثيوبيين

وان يهزمهم ويبيدهم
انه ولي ذلك والقادر عليه

النهر said...

خالد و ليس بخالد
..............
شكرا للمرور الكريم و نسأل الله أن يدحر المؤامرات على الصومال