يا أهل غزة :- ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين لا يمنعكم منها الا فاسق أو عدو

Apr 9, 2008

انتفاضة المحلة

مما لا شك فيه أن اضراب أهل المحلة قد نجح ، بل و نستطيع أن نقول أنه قد تحول الى انتفاضة ضد عصابة مبارك الحاكمة رغم أنف الشعب



أما هؤلاء الذين يشككون فى الأضراب من عدمه ، فانما يصنفون من هؤلاء الذين يندرجون تحت الفئة السلبية الموجودة فى كل الشعوب


هل ينكر أحد أن هذا الأضراب قد حطم الحاجز النفسى ، ألا و هو الخوف من السلطة


و هذا الحاجز النفسى الذى بدأ تحطيمه على استحياء على أيدى كفاية منذ أعوام و لقد تحطم تماما الآن


ألا يعتبر هذا الأضراب بداية تحرك الشعب فى الأتجاه الصحيح للحصول على مطالبه و حقوقه المدنية الدستورية


و اننا من هنا نذكر بأن شعب المحلة قد أضرب قبل ذلك بأعوام كثيرة بطريقة مشابهة و ذلك فى 1974 فى عهد الرئيس السادات


اننى أحيى أهل و شعب المحلة و خصوصا عند تحطيم صورة الطاغية فهى بشرة خير لزواله من على كرسى الرئاسة


اننى أعرف شعب المحلة ، بل و أعرف المحلة بشوارعها و حاراتها و أحيائها و مدارسها و مطاعمها و شركاتها ، و ما زلت أتذكر مشهد عمال الشركة و هم منصرفون بعد انتهاء الوردية كالموج الهادر فى شوارع منطقة السبع بنات و التى كنا نتجنب السير فى عكس التيار الجارف لهؤلاء العمال و هم متجهون الى موقف طلعت حرب لركوب الأتوبيسات الزرقاء و التى لم أرى لها مثيلا فى أنحاء مصر ، أو الى محطة القطار القريبة


و يجب أن نذكر أيضا بأننا كنا نعرف أن أجور هؤلاء العمال كانت و ما زالت ضعيفة جدا ، لدرجة أنهم دائما كانوا يحتاجون المساعدة المادية لتسيير حياتهم المعيشية


و من المؤسف أيضا أن هؤلاء العمال يعملون يوميا ، بلا أجازات تقريبا و يمكنك أن تضبط ساعتك عند رؤية أحدهم و عند تتبعه فى نفس المكان كل يوم كما أنه يتعذر عليهم المشاركات الأجتماعية لوجودهم اليومى فى عملهم ، فيصعب عليك رؤية أحدهم فى مناسبة زواج أو خلافه لأنهم يحاولوا بكل الجهد الحفاظ على أجورهم الزهيدة التى يعتاشون منها


*****************


كل هذا فى حين غيرهم يستمتعون بكل المزايا و المكافآت و الصفقات التى يجنوا من ورائها الملايين


اسألوا الحاج عبدالسميع الشامى


ولماذا تسألون المليونيرات ، اسألوا أى فرد فى المحلة عن الفساد المشتشرى حتى النخاع


أحد رجال البوليس قال لى منذ سنوات أن أى رئيس مجلس لمدينة المحلة الكبرى يصبح فى اليوم الأول مليونيرا لكثرة الرشى و الهبات التى تعطى له و ذلك فى البيت المخصص لرئيس مجلس المدينة بجوار نادى البلدية


أحد المهندسين و الذى يعمل فى شركة المحلة قال لى أن القيادات فى الشركة تعمل على بقاء الحال على ماهو عليه ، أى ليس هناك ابداع أو ابتكار أو تطوير فى أى شىء


و هذا حقيقى بدليل أن الشركة لم تطور نوعية القماش حتى الآن و الذى يتناسب مع مناخ المحلة على الأقل ، و هناك من المواطنين من يجلب معه من السعودية بعض الأقمشة المصنوعة فى باكستان و غيرها من الدول الأسيوية و بأسعار أرخص و جودة أعلى


أما الشركات الخاصة مثل المسيرى و غيره فيمكنك رؤية منتجاتها فى المحلات الكبرى فى أوربا و ذلك لجودة منتجاتها


*************


كنت فى اجازة فى فترة الشتاء الماضية و كانت شوارع المحلة عبارة عن برك و مستنقعات لأنهم كانوا ينشؤن خطوط للغاز فى المدينة و حفروا شوارعها بالكامل مرة واحدة ، يعنى أعلى درجات الهبل ، لم يتركوا شارع واحد الا جزء من شارع البحر مما جعل حياة الناس جحيم لا يطاق


هذا بخلاف الشارع الجديد و مشكلته المستعصية منذ سنوات طويلة و هذا الشارع المتجه الى المنصورة عبورا بمنطقة محلة أبو على و لأن هذا الشارع مجاور للمصانع و مخلفاتها الكيميائية و التى لا تقوى على الصمود أمامها مواسير المجارى العادية فتطفح فى الشارع و ما زالت حتى الآن ، و لقد قيل لى أن بعض رجال الأعمال أصحاب المصانع جمعوا أموالا لكى يعملوا مجارى هذه المنطقة على المواصفات المطلوبة و لكن المحافظ السابق و المستشار السابق أخذ الأموال ولم يعمل شيئا الا جلب مواسير عادية لا تصلح للمنطقة ، و لأن الفساد فى مصر كلها فلقد رقى هذا المحافظ السابق الى محافظة الجيزة و التى كانت فيها نهايته و هو الآن فى السجن


************


هناك شىء آخر تعانى منه المحلة الكبرى و لقد رأيته عند اجازتى فى الشتاء المنصرم ، و ذلك بأن السرقة انتشرت بطريقة فجة و كله تحت سمع و بصر أجهزة الشرطة ، فلقد وجدت أن هناك بعض الأفراد يقفون فى مواقف الميكروباصات و الأوتوبيسات و يسرقون بطريقة الخطف ثم الجرى التليفونات المحمولة و أى شىء من هذا القبيل


ومن المضحك أن سائقى المبكروباص يعرفون هؤلاء أو يعرفون قائدهم و يمكن للضحية أن يسترجع ما سرق منه نظير مبلغ معين اذا ذهب الى قائد المجموعة فى الساعات الأولى للسرقة و ذلك قبل أن تباع


و المبكى أن هذا يحدث أمام أعين رجال الشرطة ذو الملابس المدنية و المعروفون أيضا كالشمس فى هذه المواقف ، أقصد مواقف الميكروباصات ، بل ولقد قال لى أحد هؤلاء الناس أن رجال الشرطة هؤلاء ذو الملابس المدنية ربما كانوا مشتركين مع لصوص الخطف و يقتسموا معهم الأموال المحصلة من هذه السرقات


***************


جاءنى خاطر الآن ما المانع أن يكون رجال الشرطة فى المحلة استعانوا بهؤلاء الأفراد فى عمل هذا الدمار و التحطيم فى الممتلكات العامة و الخاصة و ذلك لكى يحملوها على عاتق المضربين و المعتصمين الشرفاء من أبناء المحلة و عمال الشركة البؤساء

2 comments:

شــــمـس الديـن said...

جميل ان حضرتك وصفت لينا طبيعة الحياة في المحلة عاملة ازاي و ان ليه مفيش تطوير ... دي سياسة عامة للنهب و بعدين يقولوا المصنع خربان و بايظ يقولوا يبيعوة باسعار زهيدة

يالا اقول ايه بس حسبي الله و نعم الوكل فعلا

النهر said...

الكريمة شمس الدين
نعم هذا هو حال المحلة الذى لا يختلف عن حال مصر بوجه عام
و شكرا جزيلا للمتابعة