بنك القاهرة
كل ما هو قطاع عام فهو يخبرك أن فى هذا المكان فشل يتلوه فشل و عدم تطوير لتحسين الأداء
يتساوى فى ذلك المصانع و المزارع و المصالح الخدمية
مما يؤدى بعد سنوات الى تأخر فى جميع المجالات و عدم مواكبة التقدم المطرد اليومى فى حياة الناس الذين يعيشون فى الغرب
و من هنا لنتكلم عن موضوع بيع بنك القاهرة ، فالبيع من حيث المبدأ أو الخصخصة شىء لا غبار عليه ، و لكن ما يهمنا هنا هو لمن يكون البيع أو طريقة البيع نفسها
فالبيع لمستثمر استراتيجى عربى قد يكون أفضل من البيع لمستثمر أجنبى ، و الأفضل لمستثمر مصرى
أما و الأفضل من كل ذلك فهو عمل شركة مساهمة تضم كبار المودعين فى ذلك البنك على الأقل
*************
أما لماذا تكون الخصخصة أفضل ،قد يسأل سائل ؟ و قد يسأل آخر لماذا يظل ملكية البنك للحكومة ؟
المهم هو تحسن الأداء فى عمل البنوك المصرية
نقول ألم يقترض مقترضون من هذا البنك و هربوا بأموالهم !!! ؟
و هو ملك للحكومة و بالتالى يتحمل الشعب نفسه تلك الأموال المهربة
أيضا قد تكون هذه القروض بتسهيلات بنكية مفرطة يشارك فيها مديرون يعملون فى البنك --على أن يتقاسموا تلك النقود مع المقترضين
شىء آخر يغفل كثيرون التحدث عنه ألا و هو تطوير العمل الداخلى للبنوك و تحسين الأداء فى خدمة العملاء
مثلا اذا ذهبت الى هذا البنك أو ذاك من البنوك المصرية ،فعليك أن تقف فى الطابور لعمل ايداع فى حسابك الجارى
و اذا أردت عمل شىء آخر فى شهادة الأستثمار فعليك التوجه لموظف آخر لتقف فى الطابور أمامه
و اذا أردت أيضا عمل أى شىء آخر من الخدمات البنكية فستذهب الى موظف ثالث لتعمل تلك الخدمة و قد تقف فى طابور ثالث أمامه
و قد يضيع اليوم منك هباءا فى هذا العبث
و هذه الطريقة من العمل لا تنفع سوى فى المصانع مثل مصانع الغزل و النسيج ، فهذا المصنع مخصص فى الغزل وذاك مخصص فى النسيج وهكذا
و هناك شىء آخر فى البنوك المصرية لم يعد له وجود فى العالم منذ عقود خلت و لم تتطور بنوكنا أبدا فى هذا الشأن
مثال : اذا فتحت حسابا فى بنك القاهرة فرع الدقى -- فانك تقضى فيه خدماتك
و اذا ذهبت الى الأسكندرية و دخلت بنك القاهرة هناك فى أى مكان فانهم لا يعرفوا أى شىء عن حسابك قائلين لك عليك بالذهاب الى الفرع الذى فتحت فيه حسابك ، بل اذا ذهبت الى أى فرع فى القاهرة
كل الفروع منفصلة تماما عن بعضها وهذا لم يعد له وجود فى العالم الحر منذ سنوات طويلة
لماذا لم تتطور البنوك المصرية اذن خلال تلك السنوات و تعمل شبكة داخلية فى كل بنك على الأقل ليضم فروعه ، فيذهب العميل الى البنك فى القاهرة أو أسوان أو بور سعيد أو أى فرع فى أى مكان ليجد خدماته ميسرة
لماذا لم تتطور البنوك المصرية خلال تلك السنوات و تحسن من الأداء فى خدمة الزبون أو العميل ، فعندما يذهب هذا العميل يذهب الى شباك واحد فيعمل له الموظف على هذا الشباك كل ما يحتاجه العميل من خدمات
*************
و أقول لأى أحد لا يقتنع بكلامى هذا == ما عليه الا الذهاب لأحد البنوك و رؤية ذلك بنفسه ، ثم عليه الذهاب الى أحد البنوك الخاصة أو الأجنبية مثل البنك التجارى الدولى أو سيتى بنك ، ثم يفتح هناك حسابا و ليرى بنفسه كيفية الأداء
***********
أخيرا أحكى عن شىء قابلنى منذ بداية تسعينات القرن الماضى ، وذلك عندما ذهبت الى احدى دول أوروبا بعد التخرج مباشرة
أقول اصطحبنى أحد الزملاء لفتح حساب فى أحد البنوك و لقد تم ذلك بيسر وسهولة وسرعة فاجأتنى لعدم التعود على السهولة و السرعة من أى شىء داخل مصر
و بعد أسبوعين ذهبنا لنعمل ايداع فوجدتنا ذهبنا الى مكان آخر ، فقلت لصديقى هذا ، انه ليس البنك الذى فتحنا فيه حسابنا
فقال لى ما اسم هذا البنك
قلت له -- أمرو بنك
فقال و ما اسم البنك الذى فتحت فيه حسابك
قلت - أمرو بنك و لكن ليس فى هذا الشارع ، انه فى شارع آخر
فقال لا تقلق ما عليك الا الدخول الى أى فرع لهذا البنك فى أى مكان
و ستقضى ما تريد و قد كان
و كان ذلك من بدايات الصدمات الحضارية على أرض هولندا
التى تعرضت لها و تعرض لها غيرى
و للحديث بقية عن كل ما هو عام الذى يساوى دائما الفشل
No comments:
Post a Comment