أوباما

مما لا شك فيه أن الحزب الديموقراطى فى أمريكا كان على موعد مع التغيير فى ترشيحات أعضائه للرئاسة الأمريكية ، فلأول مرة يتم ترشيح أمريكى أفريقى ، و لأول مرة أيضا يتم ترشيح أمرأة أمريكية ، و بغض النظر عن الذى نجح فى هذا الترشيح ، فأنه و ان نجح فى الأنتخابات الرئاسية القادمة فسيكون ذلك كسر لحاجز القلق و الخوف من ترشيح أى شخص مهما كانت أصوله .

أوباما حتى أربع سنوات مضت كان عضوا فى المجلس التشريعى لولاية ألينوى و هو الآن مرشحا عن الحزب الديموقراطى للرئاسة الأمريكية بعد مشوار طويل جدا و مجهد أمام منافسته القوية هيلارى كلينتون ، و أثناء ترشحه كان عضوا للمرة الأولى فى مجلس الشيوخ الأمريكى و عمره الآن 46 عاما

و يتمتع أوباما بقدرة بلاغية وذكاء شديد ، و قد استطاع أوباما أن يبدع فى حملته الأنتخابية و التى اتجه فيها الى الشباب مستغلا شبكة الأنترنت و المواقع الأجتماعية و التى عن طريقها استطاع ضم حوالى ثلاث أرباع المليون من الشباب الناشط ، و معظم التبرعات لحملته الأنتخابية جاءت عبر الأنترنت حوالى 80% من هذه التبرعات

و صعود أوباما المفاجىء و غير المتوقع أمام كلينتون لم يسلم من معوقات مثل تصريحات القس رايت المناهضة لأمريكا ، بل و تصريح آخر لأحد مستشارى حماس فى غزة لأحدى الأذاعات الأمريكية عن تمنيه نجاح أوباما فى الأنتخابات الرئاسية

و يقال عن أوباما أيضا بقلة الخبرة السياسية الخارجية ، ولكن هل كان هناك رئيس أمريكى بلا مستشارين ، فكل رئيس أمريكى جديد يأخذ معه الى البيت البيض أربعة آلاف مستشار و موظف

و سيكون أوباما عنوانا للتغيير على الأقل فى الداخل الأمريكى ، فلقد شعر الناس بالملل من سياسة بوش و حروبه التى لا تنتهى و التى ذهبت بالأقتصاد الأمريكى الى الهبوط لدرجة ان كل فرد فى أمريكا يشعر به فى حياته اليومية ، ومما يساعد على ذلك أن منافسه جون ماكين ما هو الا نسخة أخرى لسياسة بوش التى يشعر الشعب الأمريكى الان بالنفور منها

ويستطيع أى فرد هنا رؤية مئات الآلاف من الأعمال التى تغلق أبوابها ، وسعر البنزين الذى تضاعف سعره للمستهلك الأمريكى لخمسة أضعاف خلال فترة بوش